الدراسة في المعهد العالي العربي للترجمة

يوفر المعهد ثلاث برامج للدراسات العليا في اختصاصات الترجمة الفورية والترجمة التحريرية وتكنولوجيا الترجمة، ضمن توليفات لغوية تشمل العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية، بحيث يتخرج الطلاب الناجحون بدرجة الماستر بعد سنتين كاملتين من الدراسة. وينتظم الطلبة خلال مسارهم لتلقي مواد دراسية محددة الأهداف والحجم الساعي ضمن المنهاج المقرر، وهو المسار الذي يُتوج بإنجاز بحث أكاديمي يُناقش أمام اللجنة المخصصة لهذا الغرض،  والتي تقوم بتقييمه ومنح الدرجة المستحقة.

وقد اعتمد المعهد منذ البداية فلسفة تعليمية خاصة قوامها التخصص والحداثة. ومن ثمّ استدعى خبراء وأكاديميين أجانب وعرب من ذوي الباع في المجال من أجل إعداد خطط الدراسة ومناهجها بعد إجراء دراسات وأبحاث ومقارنات معمقة.  وبذا، هدفت مفردات المناهج لخلق الكفاءة العلمية والمهنية العالية بما يمكّن من الوصول إلى تخريج طلاب أكفاء بدرجة الماستر في اختصاصات الترجمة التحريرية والفورية وتكنولوجيا الترجمة خلال عامين من الدراسة، ثم أخذ مكانهم القيادي في الحياة العملية للنهوض بالتنمية العلمية والحضارية في العالم العربي.

Studies

وحرص المعهد بالنسبة لكل مجال من مجالات الاختصاص على توفير ظروف الدراسة المناسبة والمتكاملة. فتبنى أحدث الأساليب في التعليم، من ذلك مخبراً يحتوي على معدات وأجهزة متكاملة لتطوير مقدرات طالب الترجمة الفورية على تفهم متطلبات عمله وإنماء مهارة المواجهة السليمة واكتساب البديهة المُهمّين في هذا المجال. كما جُهّز المعهد بمركز حواسيب على أعلى مستوى مزوّد بأحدث البرامج المستعملة في الترجمة الآلية على مختلف أنواعها وتقنياتها، مما يساعد الطالب في اختصاص تكنولوجيا الترجمة من التدرب على تطبيقاتها واستيعاب طريقة عملها وكيفية التعامل معها، ومن ثمّ تطويرها أو ابتكار برامج أفضل أداءً وأيسر استخداماً. هذا، ناهيك عن قاعات الدرس الرحبة والمكتبة التي تكنز بين تضاعيفها شتى أنواع الكتب والقواميس وفي مختلف الاختصاصات لاستعمالها في التدريس والبحوث.

كما اختيرت هيئة التدريس من بين نخبة من الأساتذة والخبراء والمختصين ومن بلاد مختلفة للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم العلمية في إنجاح مهمة المعهد.

وتبدو نتيجة الجهود التي بذلها المعهد في شق التعليم مبشرة للغاية، إذ خرّج حتى الآن عشر دفعات بمعدل ثلاثين طالباً في كل العام، وهم طلبة وفدوا من شتى البلدان العربية، من مصر وتونس والسودان ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين والعراق وجزر القمر. وليس أدلّ من هذا التنوع في التركيبة الجغرافية للطلبة في أنّ المعهد صار يتبوأ مرتبة هامة بين المعاهد والمؤسسات النظيرة.

ويحاول المعهد دائماً الإبقاء على خط للتواصل مع طلبته المتخرجين، للسؤال عن أحوالهم ومآلاتهم المهنية والعلمية. وما يثلج الصدر حقاً أن عددا وافراً من المتخرجين حققواً مسارات إيجابية ونجاحات في أعمالهم، فمنهم من التحق للعمل في مؤسسات إعلامية مرموقة، أو منظمات دولية وإقليمية هامة. ومنهم من يشتغل في الشركات الخاصة والهيئات العمومية في مختلف الدول العربية والأجنبية، أو حتى في مكاتب خاصة أنشأوها بجهودهم الشخصية. وكل هذا يرفع من أسهم المعهد كرافد من روافد الساحة الفكرية والثقافية.