تحديات المصطلح وأثرها على الترجمة العربية
سالم مولاي
(الجزائر)
المقدمة
لا تزال الترجمة محل لعبور الثقافة ووسيلة لتبادل الثقافات بين سائر المجتمعات من مختلف البيئات، فهي الجسر الأوحد الذي اعتمدته الأمم منذ القديم لنقل المعارف والعلوم ، وتزويد العقول بمختلف اشراقات الفهوم، لأنه ما من نظام معرفي أردنا التطلع عليه إلا ويقتضي منا ذلك تحديد حدوده، وتعريفاته المرتبطة بخصوصيات ذلك النظام، وصياغتها بقوالب مصطلحية تمثل المفاتيح الموصلة لمجمل قضاياه ونظرياته، فهي الحبل الرابط بين سائر الحاضرات، والجسر الواصل بين مختلف الثقافات، والأمة العربية واحدة من تلك الأمم التي دعاها حب التطلع على ثقافة الأخر، ونقل العلوم التي لم يكن لها سابق عهد بها، لتطوير أفاقها العلمية، وسد حاجياتها الاجتماعية، ومواكبة التطورات الحضارية، فاتخذت من الترجمة سلاحا لبلوغ ذلك فهرعت إلى كتب اليونان والفرس …الخ فترجمت الكثير من أفكارهم ونقلت العديد من فنونهم العلمية في مجال الفلسفة، والطب والفلك …الخ، ولا تزال الترجمة العربية الى يوم على عودها قائمة ولنشاطاتها مؤدية، بيد أنها تعاني من جملة من النقائص و العديد من العوائق يجد الباحث على رأسها، مشكلة التعدد في المصطلح، مما يجعل المترجم يحتار في اختيار المصطلح المناسب للمقابل في اللغة الأم، والقارئ يعجز عن بلوغ المعنى المقصود في النص الأصل وهذا ما يسمى عند أهل اللغة بالخيانة الترجماتية، ومن هنا تبقى جملة من الأسئلة تراود الاذهان تحتاج إلى البيان وهي :ماهي التحديات التي تواجهها الترجمة في ظل التعدد الاصطلاحي، وما الحلول المناسبة للقضاء على هذه الظاهرة ؟ وفيما تتمثل الأثار السلبية التي يؤثر بها التعدد المصطلحي على العربية من خلال الترجمة ؟