محاولة لتبيان دور الترجمة الاحترافية المتخصصة في التمكين لخدمة نوعية في ترجمة مصطلحات الأعمال الاقتصادية

د.عزي لخضر
جامعة محمد بوضياف (المسيلة)
الجزائر

مقدمة مدخلية

مثلت الترجمة الاقتصادية Traduction économique  دوما شكلا من أشكال المعرفة العلمية؛ حيث أن الترجمة –بصفة عامة- تقدم  خدمات لأهداف كثيرة: اجتماعية، اقتصادية، ثقافية وعقائدية، وهي ليست وسيلة للتباهي الأكاديمي، كما هو الحال في بعض البلدان النامية، ومنها الجزائر التي عرفت وتعرف تحولات اقتصادية واجتماعية متعددة الأوجه منذ حقبة التسعينيات من القرن العشرين. عاشت الجزائر عديد الوقائع الاقتصادية أبرزها بشكل واضح: ما وقع خلال بداية شهر سبتمبر 2005؛ ويتعلق الآمر بتطبيق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مما، يتطلب تغيرات جذرية لها علاقة مباشرة بالترجمة الاقتصادية، ونشير إلى إشكالية التفكيكات الجمركية، إضافة إلى تلك التدفقات Flux المهمة من البضائع والمواد بأسعار جد تنافسية على حساب الكثير من العناصر الاقتصادية. كما نشير إلى أن  الاتحاد الأوروبي يتضمن منذ ماي 2004 حوالي 25 بلدا، بدل 15: مما يطرح وجود: تعدد للغات تصل  إلى حدود عشرين لغة؛.حيث تتم ترجمة جميع المداولات والصفقات  والمعاهدات التجارية المنظورة وغير المنظورة وكذا الماركات التجارية باستغلال جميع اللغات بصفة فورية وشفويا وكتابيا؛ في وقت لا يتوفر فيه العدد الكافي، حتى من ناحية الكم من المترجمين ذوي الكفاءة العلمية المنهجية والمتحكمين في تكنولوجيا الإعلام والاتصال ( (T.I.Cاعتبارا أن ذلك يسمح بتثمين العمل الآلي والإنساني في مجال الترجمة،  وهو في حد ذاته تحد كبير ستجابهه الجزائر من خلال حقيقة التكوين الاحترافي في الترجمة، وحقيقة التكوين معروفة -رغم الجهود الجبارة المبذولة- كما أن حقيقة الترجمة الآلية تعاني من اختلالات عميقة رغم إيجابياتها الجزئية، آلا أن أخطارها كثيرة، في المدى المتوسط- كما سنأتي على ذكره لاحقا -من خلال ما لاحظناه في الميدان التكويني في كليات التجارة وإدارة الأعمال آو أقسام اللغات الحية أو نشاط المتعاملين في مجال الاستيراد والتصدير كوننا نقيم في ولاية نشيطة في مجال الاستيراد من بلدان متعددة(خاصة الصين وفرنسا واسبانيا وبريطانيا….الخ) وما يتطلب ذلك من معرفة باللغات الحية. ولا يمكن بأي حال إغفال مشكل الاتصال الاقتصادي لنقص فاعلية الترجمة؛ حيث يتجلى ذلك من كون الجزائر تحتل الرتبة 118 عالميا في درجة الانفتاح الاقتصادي، حسب دراسة حديثة للمعهد الأمريكي كونتا انستتيوت حول موضوع حرية الاقتصاد العالمي التي شملت 123 دولة، ضف إلى ذلك أن الجزائر تحتل الرتبة 14 في العالم العربي وان نظامها المصرفي يعرقل الاستثمارات الأجنبية  والمحلية، كما أن غياب سياسة رشيدة في ميدان الترجمة التسويقية؛ أفضى إلى ركود  تدفقات المنتجات المصنعة محليا وكسادها. فلماذا يا ترى نقص الاتصال هذا؟ رغم حداثة تجربة الترجمة الأكاديمية في الجزائر، فقد طرحت مسالة مدى الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في ميدان الاتصال الفعال، مع ان الجزائر رائدة في ميادين التجهيز بالوسائل والمعدات العلمية.